هؤلاء صنعوا المعجزات قبل سن العشرين

رُبما من وُلدوا في عقد التسعينات، وُلدوا قريبًا في وقت ليس ببعيد عن الآن، يعتبر أغلب الناس أنّهم في فترات المراهقة والشباب المبكر لم ينتهوا من المدرسة بعد، لم يتخذوا قرارًا ماذا سيفعلون في حياتهم، وماذا يريدون أن يُحقق كل منهم من أحلام وإنجازات، وفي وسط ما يعتقده البعض تجاه هؤلاء الصغار بأنّ الوقت مازال مبكرًا ليفكروا في أهداف وإنجازات لحياتهم، كان هناك بعض من ولدوا منذ أقل من عشرين عامًا يصنعون المعجزات، ويُحققون الإنجازات، ويُبهرون العالم بإصرارهم ونجاحهم غير المسبوق.
“نصيحتي للشباب أنّ كلَ شيء ممكنٌ، توقف عن التشكيك في قُدراتك، إذا كان لديك فكرة تريد تحقيقها ابدأ بتنفيذها فورًا فلن تخسر شيئًا إذا فعلت ذلك”
يقول ذلك نيك داليسيو المبرمج الإنجليزي الذي وُلد في نوفمبر عام 1995، نيك صاحب تطبيق يسمى “سملي” الذي صمّمه وهو يُبلغ 17 عامًا فقط، ولقد قامت شركة ياهو بشرائه عام 2013 بمبلغ يُقدرّ ب 30 مليون دولار، وفكرة التطبيق أنّه يقوم بتلخيص التقارير والمقالات والقصص الطويلة التي تظهر لنا عبر محركات البحث الشهيرة إلى قطع صغيرة تُسهّل قراءتها بشكل أسرع.
يقول نيك: “كنت في الثاني عشر عندما أدركت أنّ لدي شغف كبير تجاه التكنولوجيا والبرمجة، فبدأت بتعليم نفسي من خلال الإنترنت”، فلقد كان والده يعمل رجل أعمال ووالدته تعمل في مجال المحاماة وليس لديهم أي فكرة عن مجال التكنولوجيا لذلك اعتمد نيك على نفسه بشكل كامل في تعليم وتثقيف نفسه، ويضيف نيك: “في عطلاتي الصيفية كنت أعكف على تصميم بعض التطبيقات الإلكترونية، فلقد كان بالنسبة لي مصدر للاستمتاع كأنّي أقضي وقتي في اللعب أو الترفيه”، ومن أحد هذه التطبيقات “تريم” الذي أنشأه عام 2011، والذي يُعتبر نسخة أولية من تطبيقه الشهير “summly”، بعد ذلك استطاع نيك أن يتلقى دعم وتمويل يُقدر ب300 ألف دولار من أحد رجال الأعمال، وحينها عُرف بأنّه أصغر شخص (15 عامًا) يحصل على تمويل من “venture capital”، وهو شكل من أشكال التمويل الذي يُقدّم للشركات والمؤسسات والمشاريع الصغيرة الناشئة، ولقد ساعده هذا التمويل في تطوير التطبيق ليخرج في نسخته النهائية تطبيق “summly” التي اشترته ياهو.
ونال نيك جائزة من شركة آبل “Apple design award”، كذلك صُنف من أكثر الشخصيات المؤثرة في كثير من الصحف والمجلات، كصحيفة “Evening standard”، ومجلة “Forbes”.
وقد أطلق نيك آخر إنتاجاته الإلكترونية عام 2014 الذي يسمى “Yahoo news digest”، هذا المنتج الذي يُعتبر استمرارًا لنجاح تطبيقه الأول يقوم بتقديم تلخيص لأهم الأخبار وكل المعلومات التي يود المستخدم معرفتها، يتميز هذا المنتج بطريقة تقديمه للمعلومات التي تُعد من أكثر منتجات ياهو الإلكترونية نجاحًا.

الناشطة الباكستانية Malala Yousafzai

عندما ترى ملالا يوسف ذاي الفتاة الصغيرة الباكستانية قد لا تستطيع أن تُحدد ما الذي يجذبك نحوها، هل شجاعتها وجراءتها أم جديتها تجاه ما تطمح له، أم تواضعها وتمسُكها الشديد بهويتها وانتماءاتها، وُلدت ملالا في مدينة ميجنورا بباكستان عام 1997، وكانت منذ طفولتها ناشطة في الدفاع عن حقوق الفتيات في الحصول على التعليم، هذا النشاط الذي أدى لقيام حركة طالبان الباكستانية بمحاولة اغتيالها، وبعد مقاومة شديدة منها عادت مرة أخرى للحياة لتستمر في نشاطها وكفاحها، وفي 2014 حصلت ملالا على جائزة نوبل للسلام لتُصبح أصغر شخص يحصل على جائزة نوبل.
بدأت ملالا نشاطها عندما كانت في الحادي عشر من عمرها، كانت تكتب تدوينات ومقالات باللغة الأردية في موقع “BBC” تتحدث فيها عن تهديدات حركة طالبان التي تُفرض على المرأة والأطفال لسلب حقوقهم في التعليم، فكانوا يقومون بإحراق المدارس التي تخص تعليم الفتيات، وكانت ملالا تكتب متخفية باسم آخر لخوفها من هذه الحركات الإرهابية ولكن بعد انتشار ما كتبته على نطاق واسع وإعجاب كثير من الناس به، أصبحت أحد المرشحين للحصول على جائزة السلام العالمية للأطفال، وكذلك نالت جائزة السلام المحلية للشباب بباكستان. لذلك، اشتهرت ملالا وأصبحت رمزًا تسعى حركة طالبان التخلص منه والقضاء عليه.
في 9 أكتوبر عام 2012، كانت ملالا صاحبة ال15 عامًا مستقلة حافلة المدرسة أثناء العودة إلى البيت عندما هاجمها أحد الرجال المسلحين وأطلق الرصاص عليها فأصاب الجانب الأيسر من رأسها، كانت حالة ملالا في غاية الخطورة. لذلك، تم نقلها لأحد مستشفيات إنجلترا، وبعد كثير من العناية والحب والاهتمام الذي أظهره كل من حولها، استعادت ملالا صحتها وعادت للمدرسة مرة أخرى بعد 6 شهور من العلاج.
ألقت ملالا حديثًا قويًا في الأمم المتحدة في 2013 وهى تبلغ 16 عامًا، تحدثت فيه عن تسامحها لهؤلاء الأشخاص الذين حاولوا قتلها، فلقد كانوا دافعًا لنزع الضعف والعجز والخوف من قلبها وزيادة قوتها وشجاعتها وقدرتها على المواجهة، كما أنّها قامت بإصدار كتاب يروي سيرتها الذاتية ورحلة كفاحها للدفاع عن حقوق الأطفال في التعليم، الذي تم تحويله لفيلم وثائقي يروي قصتها وحياتها مع أهلها ورحلتها الكاملة، والذي قام بإخراجه “دافيس جوجنهيم”.
وفي عيد ميلادها الثامن عشر في 12 يوليو عام 2011، استطاعت ملالا من خلال جهود “مؤسسة ملالا للتمويل” في فتح مدرسة مخصصة لتعليم الفتيات اللاجئات من سوريا، وجهت ملالا في ذلك اليوم رسالة مؤثرة إلى قادة العالم قائلةً : “في يومي الأول الذي أصبحت فيه بالغةً وراشدةً أدعو قادة العالم أن يستثمروا ثروات البلاد في الكتب أكثر من طلقات الرصاص”، ومؤخرًا في أبريل 2017 أعطى السكرتير العام للأمم المتحدة ملالا لقب مبعوث السلام للأمم المتحدة في الدفاع عن حقوق الفتيات في التعليم.
قال عنها رئيس الوزراء الباكستاني بعد فوزها بجائزة نوبل: “إنّها فخرٌ لبلدها، فالإنجاز الذي حققته لا نظير له، فالأولاد والبنات يجب أن يتخذوا كفاحها ومقاومتها مثالًا وقدوةً يحتذون بها”.

الطاهي Flynn McGarry

توجه فلين ماكجري للتعليم المنزلي عندما شعر أنّ المدرسة تستحوذ على كل وقته، وأنّه بحاجة إلى وقت أطول لتطوير مهارته وشغفه وحبه لهواية الطبخ، وفي الحقيقة بغض النظر عن أثر ذلك على حياته، فإنّ المُلفت في قصة ماكجري أنّه كان يعلم جيدًا ماذا يحب ويسعى إلى تنميته وتحقيقه من خلال التركيز فيه بشكل أساسي، وهذا ما يؤدي إلى النجاح، أن تدرك ماذا تريد وتسعى له بدون الالتفات لما يقوم أغلب الناس به حولك.
وُلد فلين ماكجري في نوفمبر عام 1998، بدأت قصة فلين ماكجري عندما بدأ يتعلّم الطبخ وهو في سن العاشرة بعدما شعر بالملل من الأكلات التقليدية والوجبات السريعة التي كان يأكلها والديه، وقام ماكجري بتعلّيم نفسه من خلال مشاهدة الفيديوهات المختلفة لطبّاخين مشهورين على الإنترنت، وفي الثاني عشر قام ماكجري بافتتاح مطعم مؤقت في جزء من بيت والديه يقدّم فيه أطباقه لدائرة معارفه وأصدقاء والديه، ثم بعد ذلك سعى لتطوير مهارته من خلال التدرب على يد بعض الطباخين المهرة في عدد من المطاعم الشهيرة، وعندما أنهى ماكجري مدرسته في السادسة عشر، قرر الانتقال إلى نيويورك لافتتاح مطعم مستقل انتظره الكثيرون لتذوق أطعم أطباقه المختلفة.
وفي عام 2015 صُنف مكاجري من ضمن ثلاثين مراهقًا الأكثر تأثيرًا حسب مجلة التايم، وفي العام الذي يليه شارك في تقديم أطباق مميزة في النسخة الثامنة لبرنامج “Master chef Australia”.
يقول ماكجري: “أعيش لوحدي وأعمل الآن لافتتاح مطعم خاص بي، كما أنّي أسافر كثيرًا لطبيعة عملي، أعلم أنّ ذلك غير طبيعي لشخص يبلغ من العمر 17 عامًا فقط، لكني صنعت نسختي الخاصة”، ويضيف ماكجري “لم أكن متفوقًا دراسيًا ولم أستطع التركيز في مدرستي، لكني أشعر بالسعادة لاتخاذي هذا القرار؛ لأنّي أعرف أنّني أشعر بالاستمتاع أكثر عندما أطبخ ليس عندما أحاول جاهدًا لحل مسائل حسابية أعلم أنّها لن تُفيدني في يوم من الأيام”.

الناشطة السياسية Saira Blair

تقول سارة بلير : “لقد خضت هذا التحدي الآن لأوصل رسالة للشباب في سني أنّه ليس من الضروري أن ننتظر ليُصبح عمرنا 30 أو 40 أو 50 عام حتى نحقق ما نريد ونوصل رسالتنا”، سارة بلير وُلدت في 11 يوليو عام 1996 في ولاية غرب فيرجينيا، وهى أصغر عضو تم انتخابه في مجلس المبعوثين لتمثيل ولايته في تاريخ الولايات المتحدة.
تتحدث سارة بثقة كبيرة في قُدراتها فعندما سُألت في أحد المقابلات الصحفية عن أنّها قد تكون غير قادرة على تقديم أداء جيد في هذا المنصب خاصةً أنّها لم تلتحق بالجامعة بعد، ردت قائلةً: “لا أشعر أنّي صغيرة لشغل هذا المنصب فهناك الكثير من العظماء الناجحين الذين حققوا إنجازات بدون الحصول على التعليم الجامعي، كما أنّ صغر سني قد يساعدني على طرح وجهات نظر جديدة تعبّر عن الشباب في سني”.
وقد تكون أحد أسباب نجاح سارة في هذه الانتخابات – التي واجهت فيها أعضاء أكبر سنًا وأكثر خبرة – أنّها كانت تعبّر عن المشاكل التي يواجهها الشباب أمثالها، فلقد قالت: “إنّي رأيت شبابًا متفوقين في سني ينهون دراستهم الثانوية، ثم يتركون الولاية بحثًا عن عمل آخر؛ وذلك لقلة الوظائف التي تمنح رواتب عالية. لذلك، أهدف إلى حل هذه المشكلة”.

المتسلق Jordan Romero

عندما رأى جوردن في مدخل مدرسته لوحة مرسوم عليها أعلى قمم الجبال في قارات العالم، هذه اللوحة التي ألهمته ودفعته لهذا القرار، قرار أن يتسلق هذه القمم الجبلية، قد يعتبر البعض ما أنجزه جوردن ليس بالتحدي الكبير أو الإنجاز المميز، لكن بالتأكيد تسلُق جوردن وهو يبلغ 13 عامًا فقط لقمة إيفرست أعلى قمة جبلية في العالم ليُصبح أصغر شخص تسلّق هذه القمة ينبأ عن شخص أراد تحقيق حلم وسعى له، وعمل من أجله حتى نجح في إنجازه.
وُلد جوردن في 12 يوليو عام 1997 في ولاية كاليفورنيا، كان جوردن لديه شغف كبير منذ طفولته المبكرة في مواجهة تحدي تسلُق الجبال، فعندما كان في التاسعة تسلّق أعلى قمة جبل في قارة إفريقيا، ثُم تسلق أعلى جبل في قارة أوروبا و قارة أمريكا الجنوبية في العام الذي يليه، أمّا في عامه الحادي عشر استطاع صعود أعلى جبل في قارة أمريكا الشمالية، ثم قرر أن يخوض التحدي الأصعب في تسلُق جبل إيفرست أعلى جبل في العالم في عامه الثالث عشر.
ويُعتبر صعود جبل إيفرست ليس بالأمر الهين، فهناك بعض الأشخاص الذين لاقوا حتفهم أثناء صعود الجبل لصعوبة حالة الطقس الذي قد يُسبب ضيق في التنفس والمقاومة الشديدة أثناء صعود الجبل، فيقول جوردن ردًا على سؤاله: “ألم تكن خائفًا من الموت أثناء تسلُقك؟”، “لم أفكر في ذلك وكنت أحاول جاهدًا إخراج هذه الأفكار من رأسي حتى أستطيع المُضي”.
ويُضيف جوردن: “في اللحظة التي وصلت فيها إلى القمة كنت سعيدًا ليس لأنّي حققت رقم قياسي لكوني أصغر شخص يتسلّق إيفرست، بل لأنّي وفريقي استطعنا تحقيق الحلم الذي سعينا من أجله وواجهنا كثير من الصعاب للوصول إليه”.
وعندما بلغ جوردن 15 عامًا أصبح أصغر شخص في العالم يتسلّق أعلى قمم الجبال السبعة في قارات العالم بعد أن أنهى رحلته في صعود قمة جبل “venison massif” في قارة أنتارتيكا.
ويوجه جوردن نصيحته للشباب الصغار قائلًا: “أشجع كل الأطفال مثلي أن يتسلّقوا كل حلم يريدون الوصول له، يتحدون أنفسهم ولتُصبح أحلامهم كبيرة، وليفعلوا شيئًا مُميزًا”.

البحّارة المغامرة Laura Dekker

لم يتطلب حلمها اجتهاد فقط بل تطلب منها شجاعة غير مسبوقة حتى تُصبح أصغر شخص يقوم بالإبحار وحده في رحلة استغرقت حوالي عام ونصف وكان عمرها فقط 15 عامًا.
لورا ديكر وُلدت 20 سبتمبر 1995 في نيوزيلندا أثناء رحلة إبحار لوالديها استغرقت سبع سنوات، لورا أخذت من والدها حبها للإبحار والمغامرة والتحدي، فلقد عاشت الخمسة أعوام الأولى من حياتها وسط السفن والبحار والمحيطات، لذلك خاضت الكثير من التحديات واشتركت في كثير من المسابقات منذ طفولتها المبكرة وسط البحار والمحيطات، وكانت دائمًا تُحقق الفوز.
عندما أعلنت لورا عن نيتها في الإبحار حول العالم وحدها كانت تبلُغ 14 عامًا فقط، لكن في الوقت الذي كانت فيه على استعداد أن تبدأ رحلتها رفضت المحكمة الألمانية أن تُعطيها الإذن بالرحيل؛ بسبب المخاطر التي قد تُهدد حياتها في هذه الرحلة، وبعد محاولات عديدة منها ومن والدها الذي كان يقوم بتشجيعها دائمًا، سقط الحُكم بمنعها من الرحيل في يوليو 2010.
بدأت لورا رحلتها منفردة بعدها بحوالي شهر في أغسطس 2015 التي مرت فيها على المحيط الهادي والمحيط الأطلنطي وأنهتها بنجاح بعد قضاء حوالي 518 يومًا وسط أمواج البحر.

الفيزيائي الفذّ Jacob Barnett

عندما تم تشخيصه بالتوحد في عمر عامين، قال بعض الأطباء لوالديه أنّه في الغالب لن يستطيع النطق أو القراءة أو حتى ممارسة حياته بشكل طبيعي، لم ييأس والد ووالدة جاكوب وبدأا معه التعليم المنزلي، تروي والدة جايكوب – الذي وُلد عام 1998 – في كتابها الذي ألفته عن طفلها المُعجزة أنّها بدأت تُلاحظ ذكاءه وحبه للفيزياء والرياضيات، وكانت تضع فيديوهات له على موقع اليوتيوب يقوم فيها بشرح مسائل رياضية ومعادلات فيزيائية وفروض ونظريات، ومن هنا بدأ نبوغه يلفت الكثير من حوله.
وفي سن الثاني عشر استطاع جايكوب أن يتخطى سبع سنوات دراسية ويلتحق بجامعة (بوردو بولاية إنديانا)، وبعدها بعام التحق ببرنامج ماجستير في معهد الفيزياء النظرية في واترلو بندا أحد أهم المعاهد في هذا المجال، ويدرس الدكتوراه حاليًا بنفس المعهد.
وقد أوردت مجلة التايم في تقرير لها أنّ جايكوب قد يستطيع إثبات عدم صحة نظرية إينشتاين عن طريق فروضه المختلفة، كما أنّ جايكوب قد يكون من أقوى المرشحين للحصول على جائزة نوبل.
author
Jake Simms
Lorem ipsum dolor sit amet, consectetuer adipiscing elit, sed diam nonummy nibh euismod tincidunt utlaoreet dolore.