“العب جيدًا” باللغة الدنماركية أو “أنا أتعلم” باللاتينية هكذا تعني كلمة”LEGO”، وهذا ما تقوم به تلك القطع الملونة الصغيرة التي تربينا عليها، وصارت جزءًا هامًا من العملية التربوية التعليمية للأطفال، استطاعت هذه الشركة أن تستثير مخيلة الأطفال وتنميها بشكل مبدع وفعال من خلال شعارهم:
ومع مرور الوقت منذ بداية الشركة عام 1932 كمتجر نجارة بسيط يقوم بتصميم الألعاب إلى شركة عالمية بمنتجات متنوعة، استطاعت هذه الشركة أن تثبت أنّ قطع “LEGO” نفسها أصبحت عملية وذكية.
البداية
أسس الشركة نجار دنماركي اسمه “أولي كيرك كريستانس”، أحب مهنته وتميز بها فرغب في تصنيع شيء مميز فكانت الألعاب الخشبية فكرته المميزة والمبتكرة والتي بدأها عام 1932، وبدأت شركته من خلال ستة موظفين فقط شاركوا في تسمية الشركة باسم “LEGO”، وكان شعاره الذي علّقه على الحائط: “فقط الأفضل هو الجيد كفاية”.
عام 1936 كان لدى الشركة تسعة وأربعين تصميمًا مختلفًا للألعاب الخشبية، ولكن دمر الشركة عام 1942 حريق هائل أتى على البناء الذي تبلغ مساحته 180 متر مربع.
كريستانس لم يدع الحريق يوقفه، فبعد ترميمات أولية قام بها وتوسيع لعدد الموظفين إلى أربعين موظف عادت الشركة للعمل من جديد، وبعد الحرب العالمية الثانية بدأ بإدخال البلاستيك وتصنيع القطع البلاستيكية فظهرت قطع “LEGO” بالشكل الذي نعرفه.
النجاح في الاستماع والتطوير
ساهم ابن كريستانس في العمل مع والده منذ كان عمره اثنا عشر عامًا، وكان يستمع إلى شكاوى الزبائن ويستشير الموظفين في الفعل الأنسب، فقام بتجميع عشر مواصفات أساسية للألعاب، وطرحت الشركة عام 1955 أول لعبة محترفة حتى أصبحت أفضل لعبة في أوروبا، كانت اللعبة تتألف من ثماني وعشرين قطعة مركبة.
عام 1956 تم تأسيس أول مصنع للشركة خارج الدنمارك، وكان ذلك في ألمانيا وتم الاحتفال باليوبيل الفضي للشركة، وتم تعيين غرتفورد كريستانس الابن الأكبر رئيس مجلس إدارة الشركة.
وللمرة الثانية عام 1958 يأتي حريق على المصنع بشكل كامل، مما دفع بالابن للتوقف نهائيًا عن صنع الألعاب الخشبية والتركيز على البلاستيك.
تم بناء أول مدينة ألعاب من قطع الليغو في بيلوند في الدنمارك عام 1968، وبلغ عدد القطع المستعملة في بناء المدينة اثنتان وأربعون مليون قطعة ليغو.
بعد نجاح الشركة الكبير طرحت قطع “Technic LEGO”، وهي تعتمد على قطع حديدية تربط بالبراغي بشكل جيد، وتتالت الابتكارات المختلفة الأنواع وهي تركز بشكل رئيسي على زيادة القدرة على الابتكار والإبداع وتطوير الملكات الذهنية، وجعْل الأولاد في حالة نفسية تساعد على صنع الحلول وخلق شيء من لاشيء، حيث أبدعت الشركة في بناء القلاع والمباني والحدائق والأثاث من قطع ليغو، وأصبحت كل الاحتمالات واردة وممكنة.
أنتجت “LEGO” حوالي 190 مليار قطعة منذ العام 1949، وبنت مدن ألعاب شهيرة تتضمن ألعابًا للكبار والصغار، كما أنّها موجودةٌ في والت ديزني في أماكن مخصصة، واتجهت الشركة نحو ألعاب الفيديو وبرامج الكمبيوتر التي تماشت مع تطورات العصر وتطورت معه بشكل ممتاز ليكتسب الأطفال مهارات ذهنية وقدرات إبداعية مع تطور عصرهم، وقد وصلت ألعابهم إلى أكثر من 30 دولة.
دخلت “LEGO” كل بيت وساهمت بتشكيل وبناء فكر أجيال من الأطفال الذين كبروا وصاروا رجالًا فاعلين ومبدعين في مجتمعاتهم، وصارت الألعاب التركيبية التي تعتمد على المكعبات الملونة بالأشكال والأحجام المختلفة جزءًا من كثير من الأساليب التعليمية الفعّالة في المدارس.